امي التي لم تخبرني شيء عنها غير انها انثى انجبت انثى توفت
,صدمت كأي طفلة اكملت ربيعها السادس ولاتعلم عن فكرة الفقدان شيءسوى
ذوبان حبات السكاكر في فمها ..وبين التي تبكي والذي يعزي والذين جاءوا
فقط لشرب القهوةونقل الاشاعات جلس ابي على كرسيه الخشبي مذهب الحواف داني
الرأس محبط الاحساس ,وانا واقفةاختلس النظر الى امي النائمة متلحفة بقماش ابيض
,ورائحة الكافور والعود والمسك تفوح بالارجاء , والنساء والاقارب يمارسون
هواية التقبيل على جبينها الاسمر ,ارى من حولها يبكون بل يجهشون بالبكاء وانا
اتسأل في جوفي المبتدىء"ماذايحصل " لابد انني لم افهم انها ماتت حينها,او ان
الصدمةاعمت براءة نظري ,ولكن الامر لم يدم طويلا فعند حلول المساء رفعت تكبيرات
صلاةالمغرب ورفع جسد امي الخالي الى ايادي ابي وجدي واثنين لاعلم من هما ,وفجاءه
خرج فج الناس من منزلنا الذي ضاق بهم يودعون جسد امي الراحل وانا اتخبط بين زحامهم
لالمح طرف رداءها الابيض ..هذا اخر ما اتذكرة منها ,وصوت الاذان ولون السماء المشتعله
بلون رداء الشمس الاخير هما مايولعان ذاك اليوم في عقلي كل مساء.
هكذا اصبحت "انا" طفلةتعيش مع والدها الاربعيني في ضاحية من ضواحي مدينة في بيت
متواضع ارضيته خشبية تصرعند المشي عليها ليلا ,يتركها اباها مع دماها وقبله صباحية
تحرسها بينما يذهب ليعمل في توصيل الرسائل او شيء من هذا القبيل,ليعود مساء ويجدني
انتظره ببطن خاوية تحن لوجبه "ماما"
تشيخ الاوجه وتشيب الشعور و تبقى في القلب غصه لا تشيخ ..تسير الارجل ويأتي المسير ولم انسى انا وطني الاسير ..اشد على يداي كلما اردت ان اطال ان اعود ان استجير ..